التكنولوجيا و الثقافة

التكنولوجيا و الثقافة
تمهيد
التكنولوجيا هي تطبيق منهجي للمعرفة العلمية من أجل أغراض عملية ، و هي بذلك تنظيم للمعرفة العلمية قصد انجاز عملي فالمعرفة الرياضية و الفيزيائية مثلا أدت إلى صنع السفن الفضائية و الخروج عمليا من جاذبية الأرض ، كما أن لها الفضل في نشوء و تطور الحواسيب الالكترونية و وسائل الاتصال المختلفة ،ان التكنولوجيا تدين بالفضل للعلوم الصرفة ، كالرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و العلوم الطبيعية و قد فتحت بانجازاتها الهائلة آفاقا للبحث ، و كشفت أسرارا كانت الى وقت قريب أمورا مستعصية على الفهم فذللت سبلا في حياه الانسان و منحته تصورات جديدة عن ذاته و عن العالم الخارجي القريب والبعيد.

صاحب النص
المهدي المنجرة (13 مارس 1933م - 13 يونيو 2014م) اقتصادي وعالم اجتماع مغربي مختص في الدراسات المستقبلية. يعتبر أحد أكبر المراجع العربية والدولية في القضايا السياسية والعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية. عمل مستشارا أولا في الوفد الدائم للمغرب بهيئة الأمم المتحدة بين عامي 1958 و1959، وأستاذا محاضرا وباحثا بمركز الدراسات التابع لجامعة لندن (1970). اختير للتدريس في عدة جامعات دولية (فرنسا وإنكلترا وهولندا وإيطاليا واليابان)، وشغل باليونسكو مناصب قيادية عديدة (1961-1979). هو خبير خاص للأمم المتحدة للسنة الدولية للمعاقين (1980-1981)، ومستشار مدير مكتب العلاقات بين الحكومات للمعلومات بروما (1981-1985)، ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمحاربة استهلاك المخدرات. كما أسهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات، وترأس بين 1977 - 1981 الاتحاد العالمي للدراسات المستقبلية. وهو عضو في أكاديمية المملكة المغربية، والأكاديمية الإفريقية للعلوم والأكاديمية العالمية للفنون والآداب، وتولى رئاسة لجان وضع مخططات تعليمية لعدة دول أوروبية. حاز على العديد من الجوائز الدولية والوطنية، من بينها وسام الشمس المشرقة التي منحها له إمبراطور اليابان. يتمحور فكر المنجرة حول تحرّر الجنوب من هيمنة الشمال عن طريق التنمية وذلك من خلال محاربة الأمية ودعم البحث العلمي واستعمال اللغة الأم، إلى جانب دفاعه عن قضايا الشعوب المقهورة وحرياتها، ومناهضته للصهيونية ورفضه للتطبيع، وسخر المنجرة كتاباته ضد ما أسماه بـ"العولمة الجشعة". وألف المهدي المنجرة العديد من الدراسات في العلوم الاقتصادية والسوسيولوجيا وقضايا التنمية، أبرزها "نظام الأمم المتحدة" (1973) و" من المهد إلى اللحد" (2003) و"الحرب الحضارية الأولى" (1991) والإهانة في عهد الميغا إمبريالية (2003).

ملاحظة
دلالة العنوان
  • التكنولوجيا هي مجموع الاختراعات التقنية والعلمية المخترعة من طرف الانسان.
  • الثقافة  هي مجموع مكتسبات الانسان من افكار وعقائد وتقاليد تميز مجموعة بشرية عن اخرى.
و يدل العنوان على علاقة التكنولوجيا بالثقافة و قضية التأثير و التأثر.

فرضية النص.
انطلاقا من دلالة العنوان و بداية النص و نهايته ، نفترض أن النص مقالة فكرية ، و أنه يناقش علاقة التكنولوجيا بالثقافة و كيف يمكن حل مشكلة للتقدم التكنولوجي في البلدان النامية ، و علاقة التنمية بهذا .

الفهم

المضمون العام
ينتقد النص خرافة نقل التكنولوجيا بالشكل الإسقاطي باعتبارها تضلل فهمنا للعلاقة بين العلم والتكنولوجيا من جهة، وبينها وبين أنساق القيم من جهة أخرى، فنقل التكنولوجيا في الدول النامية ينحصر بكل بساطة في شراء أدوات وآلات وفتح المجال أمام مشاريع، وسيبقى ذلك مجرد إجراء شكلي يعمق الهوة بين البدان المصنعة وتلك السائرة في طريق النمو، طالما لم تستطع هذه الأخيرة تفكيك آليات التكنولوجيا وإعادة تركيبها وشحنها بقيم أخرى علمية وتقنية وثقافية تسمح بالتعددية الإبداعية، وتضمن مشاركة الدول النامية في بناء المشهد الحضاري العالمي باعتبارها دولا منتجة تتقدم وتقلص الفجوة المعرفية بينها وبين المنتجين الكبار.

الأفكار الجزئية
  1. الشروط التي اقترحها الكاتب لحل مشكلة للتقدم التكنولوجي في البلدان النامية تتمثل في التركيز على العلم و التقنية الحديثة باعتبارهما من المكونات العضوية في الثقافة.
  2. توضيح راي الكاتب في نقل التكنولوجيا و تبني مصطلح التمكن منها لتجاوز مشكلة للتقدم التكنولوجي في البلدان النامية.
  3. تبيان كيفية تعامل اليابانيين مع التكنولوجيا المستوردة و تتمثل في تحليل ما هو مستورد و فهم آلياته و إعادة تركيبه بما ينسجم مع القيم المجتمعية اليابانية.
  4. سبب عدم استفادة العالم العربي الإسلامي من طاقاته في مجال التكنولوجيا يتمثل في غياب الحقوق و الحريات العامة و غياب احترام الانسان.

التحليل
معجم النص
يتوزع النص الى حقلين دلاليين:
حقل الثقافة:
الثقافة – التنمية – الإبداع – الدعم – الوجهة الثقافية والعلمية – الحقيقة الإنسانية – الاقتصاد – البيئة – التجديد – البحث والإبداع الذاتي – اكتساب المعرفة – تنشيط الابتكار – نسق – قيم – الفكر – التغيير الاجتماعي – الاستيعاب – انصهار العلم والثقافة – الخصوصية – الذوق – الإرادة السياسية – المواهب العلمية والفنية – الحرية – احترام الإنسان – القدرات – العملية الإبداعية ...
حقل التكنولوجيا:
لتقنيات الأجنبية – العلوم التطبيقية الجاهزة – التقدم التكنولوجي – نقل – استيراد المنتج التكنولوجي – الفنيين – التشغيل والصيانة – تحليل المواد – الإبداع التكنولوجي – المراكز العلمية والتكنولوجية ...

تجمع بين الحقلين علاقة تكامل و ذلك لان التقدم التكنولوجي لا يتحقق الا بانصهار العلم و التقنية في الثقافة.

لغة النص
أسلوب النص أسلوب حجاجي تقريري يقوم على التفسير والتفصيل وتقديم الأطروحة وعرض الاستدلالات واستدعاء الأمثلة والشواهد وترتيب النتائج، ويتوسل بالجمل الخبرية الصريحة المعنى، والجهاز الاصطلاحي الدقيق الحامل للمفاهيم والتصورات المرتبطة بحقل الثقافة والتكنولوجيا وامتداداتهما وتقاطعاتهما، ويحشر الأدوات الداعمة للمنطق الاستدلالي الحجاجي من توكيد ونفي وتفصيل واستدراك واستنتاج، ويخلق مناطق تعبيرية للإثارة باستخدام الوصف والسرد والسخرية والمقارنة لتثبيت التصورات الصحيحة، ونسف المغالطات والأطاريح الهشة المدحوضة، ومناطق أخرى محدودة وعفوية لا تخلو من جمال وتأثير هي في الأصل مرتبطة بالطبيعة الخلاقة للغة كقوله : ” ينمو داخليا في قلب الحقيقة الإنسانية ”.

التركيب

يناقش النص قضية من القضايا المعاصرة وهي التكنولوجيا، تطرق فيه الكاتب الى مشكلة التقدم التكنولوجي في البلدان النامية، اقترح لتجاوزه هذه المشكلة شروط توفير الدعم للابداع ودمج العلم والتقنيه الجديدة في الثقافة واشار الكاتب الى نقطة مهمة وهي استيراد التكنولوجيا او نقل التكنولوجيا مبينا أن البلدان النامية هي في حاجة الى التمكن من التكنولوجيا بدل نقلها، وضرب لنا مثالا في اليابان والخطة التي سلكتها في موضوع الاستيراد، وخلص في نهاية النص الى كون العالم العربي الاسلامي يتوفر على طاقات بشرية متميزة ويحتاج فقط الى حقوق وحريات عام  و دعم  و احترام الانسان وقد استعمل الكاتب لاقناع المتلقي بوجهة نظره بالاساليب الحجاجية المتنوعة بالإضافة الى لغه النص التقريرية المباشرة والروابط المنطقية التي جعلت النص منسجما و منسقا.











تعليقات

  1. السﻻم عليكم من فضل هل تستطيع أن تخبرني بطريقة التي إتبعتها لتصدر محركات بحت من فضلك

    ردحذف

إرسال تعليق